أحمد ذو الاثنا عشر ربيعا من محافظة حجة ، توفي والده وهو صغير ، وتزوجت أمه برجل آخر بعد وفاة زوجها. لم يتحمل أحمد العيش مع زوج أمه فذهب للعيش مع عمه. وفي ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد نزح عم أحمد وزوجته إلى مديرية الحزم في محافظة الجوف ومعهما أحمد. وفي الحزم أراد أحمد أن يواصل دراسته ولكن لم يتم قبوله بسبب عدم تواجد وثائقه اللازمة معه. انخرط أحمد في مساعدة عمه في قضاء حوائج البيت. وفي يوم من الأيام جاءت امرأة إلى مساحة الحزم ومعها طفل يبدو عليه الخجل والانطواء، وقالت أريد أن أسجل أحمد في هذه المساحة، وسألت عن رسوم التسجيل – كانت تلك المرأة زوجة عم احمد. لكن تم ابلاغها أن التسجيل مجاني تماما وتم تعريفها على المساحات الصديقة والمنظمة الداعمة (يونسف) ، وتم إعلامها بأن الأنشطة في المساحات الصديقة تساعد على تنمية مهارات الطفل ، وبناء قدراته ، ومساعدته على تخطي العقبات والظروف القاسية التي يعاني منها النازحون. وبالفعل تم تسجيل أحمد في المساحة ولكن في بداية الأمر كان أحمد انطوائيا ، لا يتكلم مع أحد ، ولا يلعب مع أقرانه. و يوما بعد يوم ، وبعد جلسات الدعم النفسي ، وحضور أحمد في الأنشطة الترفيهية المختلفة ، بدأ أحمد يحب المساحة ، وأصبح من الحضرين اليوميين للمساحة ، وأصبح يشارك في جميع الأنشطة دون خوف أو انطواء. كذلك حضر أحمد التعليم غير النظامي و أصبح من الأطفال المتميزين في هذه المساحة.