حدث يغير حياة أهالي منطقة عفي
مثل العديد من المناطق الأخرى في جميع أنحاء اليمن، كان السكان الذين يعيشون في منطقة عفي النائية، والتي تقع في الجزء الشمالي من مديرية برط العنان في محافظة الجوف، يكافحون كثيرًا للحصول على كميات كافية من المياه النظيفة والآمنة اللازمة للشرب والاستخدام اليومي. لقد كانوا معتادين على الحصول على المياه من مصادر المياه المفتوحة غير المحمية مثل الآبار والتي كانت ملوثة وتسببت في مشاكل صحية للمجتمع المحلي في منطقة عفي. وقد شكلت المسافة البعيدة عن مصدر المياه عبئاً ثقيلاً عانى منه الكثير من أهالي المنطقة، وخاصة النساء والأطفال حيث يعتبرون تقليدياً هم المسؤولون عن جلب المياه إلى المنزل. وتسببت هذه المشكلة في انقطاع الأطفال عن المدارس وإعاقة حصولهم على التعليم بشكل منتظم. ومن أهالي المنطقة صالح قبوع، وهو رجل يبلغ من العمر 70 عاماً، قال: "الناس في قريتي يعانون كثيراً من أجل توفير المياه لأسرهم". أثناء تنفيذ أنشطة المياه والإصحاح البيئي والنظافة في منطقة عفي.
أفاد أحد قادة المجتمع المحلي في منطقة عفي أن النساء في قريته يعشن حياة يومية بائسة ويحاولن تأمين المياه لمنازلهن. وأضاف: "اعتدنا أن نرى النساء والأطفال يمرون عبر الطرق الطويلة لجلب المياه إلى منازلهم".
استجابة لإحتياجات الناس للحصول على كميات كافية من المياه النظيفة، نفذت مؤسسة يمن الخير بالشراكة مع صندوق التمويل الإنساني أنشطة إعادة تأهيل لنظام إمدادات المياه في منطقة عفي. وتضمنت أعمال إعادة التأهيل إنشاء خزان خرساني أرضي سعة 60 م3 وتنفيذ تمديدات شبكة المياه وتوريد وتركيب نظام ضخ الطاقة الشمسية وبناء غرفة التحكم. وبعد ثلاثة أشهر ونصف من التنفيذ، تم ضخ المياه في نهاية المطاف من مصدر المياه إلى الخزان الخرساني، لتتدفق عبر شبكة المياه وإلى نقاط التوزيع التي تم تركيبها بالقرب من مساكن الناس التي منها يتم توصيل المياه إلى منازلهم.
من خلال ضمان إنجاز أعمال إعادة تأهيل مصدر المياه في المنطقة المستهدفة، 458 أسرة (حوالي 3,160 فردًا من النازحين والمجتمع المضيف الذين يعيشون في منطقة عفي) تحسنت إمكانية وصولهم إلى كميات كافية من المياه. وتمت معالجة معاناة الرجال والنساء والأطفال في نهاية المطاف. كما تم دعم الأماكن العامة، مثل المدرسة في المنطقة بالإضافة إلى المساجد، من خلال تنفيذ تمديدات لشبكات المياه وتزويدها بالمياه حيث أصبح الطلاب والمعلمون وغيرهم من الأشخاص قادرين على الوصول إلى المياه لأغراض الصرف الصحي والاستخدامات الأخرى مما أدى إلى مزيد من الحماية وبيئة أنظف. أصبحت الأمهات قادرات على الحصول على المياه اللازمة لأطفالهن وتأمين كميات كافية للمطابخ والغسيل. وبالتالي، فإن مثل هذه الممارسات المحسنة ستؤدي في النهاية إلى معالجة المشاكل الصحية وإنشاء أطفال أكثر صحة.
يقول صالح قبوعه: "أصبح بإمكان أطفالي الآن العودة إلى المدرسة لأنهم لم يعودوا بحاجة إلى المشي مسافة طويلة للوصول إلى مصدر المياه لجلب المياه". وأضاف الرجل العجوز: "المياه نعمة من الله سنسعى دائماً للمحافظة عليها".
عبود الغريبي، طالب طب بجامعة صنعاء ويبلغ من العمر 24 عاماً، أبدى عند عودته إلى قريته عفي دهشته من التغيير الذي حدث في منطقته. لقد اعتقد أنها مجرد معجزة يمكن أن تحدث هذا التغيير. وتقدم بالشكر لجميع المعنيين بعملية إعادة تأهيل نظام إمدادات المياه بالقرية.